تصور لتشخيص التلاميذ الموهوبين ذوي صعوبات القراءة بالصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية ــ جامعة المنيا

المستخلص

هدفت هذه الورقة إلى التوصُّلُ إلى خطواتٍ إجرائيَّةٍ محدَّدةٍ تساعدُ الباحثينَ في التشخيصِ الدقيقِ للتلاميذ الموهوبين ذوي صعوباتِ تعلُّم القراءةِ، وذلک بالصُّفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية.
والموهوبونَ ذَوُو صُعُوبَاتِ التعلُّمِ هم أولئک التلاميذُ الذين يمتلکُون موهبةً بدنيةً بارزةً في الألعابِ الرياضيَّةِ، أو موهبةً فنيَّةً في الرَّسْمِ والتَّلوينِ، أو في غيرِهِمَا من مجالاتِ الموهبةِ، ويُظهرون قدراتٍ عقليةً عاليةً على اختباراتِ الذَّکاءِ، ويتمتَّعون بتفکيرٍ إبداعيٍّ مرتفعٍ، ولديهم القدرةُ على النَّقْدِ والتَّخَيُّلِ وإبداءِ الرَّأْي وحلِّ المشکلات، کما أنَّ لديهم القدرةَ على الإنجازِ والأداءِ المتفرِّدِ، ولکنَّهم في الوقتِ نفسِهِ يُعَانون من صُعُوبَاتِ تعلُّمٍ نوعيَّةٍ (لا سيَّما في القراءة) تجعلُ تحصيلَهُم الأکاديميَّ منخفضًا؛ ممَّا يَحُولُ دون تمکُّنهم من توظيفِ قدراتهم بالقَدْرِ الذي تسمحُ به تلک القدراتُ.
وقد کان البعضُ ينظُرُون إلى هذه الفئةِ نظرةَ دهشةٍ واستغرابٍ؛ إذ کيف يکونُ التلميذُ موهوبًا في مجالٍ أو أکثر من مجالاتِ الموهبةِ، وفي الوقتِ نفسِهِ يعاني من صُعُوبَاتِ تعلُّمٍ؟! وهذا التناقضُ الظاهريُّ أدى إلى إهمالِ هذه الفئة، وعدمِ وجودِ إحصاءٍ علميٍّ دقيقٍ بأعدادِ هؤلاء التلاميذِ في مدارسِ التعليمِ الأساسي، وتوجيه الاهتمام إمَّا للموهوبين من خلال برامجَ معدَّةٍ لهم، وإمَّا لذوي صُعُوبَاتِ التعلُّمِ من خلالِ برامجَ تعالجُ جوانبَ الضَّعْفِ الأکاديميِّ لديهم (مثل: برنامج القرائية المعتمد من وزارة التربية والتعليم المِصْرية)، وعدم توجيه الاهتمام للذين يجمعون بين هذين الاستثناءين.
ونظرًا لأنَّ صعوبةَ تشخيصِ فئة الموهوبين ذوي صُعُوبات التعلُّم تعدُّ أَحَدَ الأسبابِ الرئيسةِ التي أدَّت إلى إهمالِ هذه الفئةِ من التلاميذِ؛ فقد هدفت هذه الورقة إلى تقديم تصوُّر علميٍّ لتشخيصها.

الكلمات الرئيسية